تشلسي حلم الكأس أبعد من الثأر

ليست فكرة الثأر وحدها هي ما تحرك لاعبي تشلسي في
مواجهتهم مع غريمهم الأوروبي برشلونة ضمن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم
ذهاباً وإياباً، بل رغبتهم في الاقتراب من بطولة طالما حلموا بجلب كأسها إلى ملعبهم
"ستامفورد بريدج".

طموح

حين كوّن الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش
فريقاً جديداً قبل حوالي 8 سنوات، كان مخططه المبدئي وقف هيمنة آرسنال ومانشستر
يونايتد على الدوري الإنكليزي.

فأتى بجوزيه مورينيو مدرب بورتو البرتغالي بطل دوري
أبطال أوروبا عام 2004، وفعلاً نجح الرجل الخاص مع فريقه بتحقيق لقب "البريمر ليغ"
لموسمين متتاليين 2005 و 2006.

كما قاد المدرب البرتغالي، البلوز إلى نصف نهائي
دوري أبطال أوروبا عام 2005، لكنه خرج على يد لفربول، إثر تلقيه هدف واحد فقط في
حصيلة مباراتي الذهاب والإياب سجله آنذاك الإسباني لويس غارسيا.

وعاد جون تيري ورفاقه ليواجهوا "الريدز" في نصف
نهائي 2007، هذه المرة تبادلا الفوز (1-0) في مباراتي الذهاب والإياب، إلا أن
الفريق الأزرق مُني بهزيمة صعبة بركلات الترجيح (1-4).
ولم تُقنع بطولات كأس الكارلينغ عامي 2005 و2007
وكأس الدرع الخيرية 2005 و2006 وكأس إنكلترا 2007. جماهير تشلسي لأن أحلامهم بدأت
تكبر في ظل ترسانة اللاعبين الموجودة (الإيفواري ديدييه دروغبا، جون تيري، فرانك
لامبارد، الحارس التشيكي بيتر تشيك وغيرهم).

هذه الأسماء كانت كفيلة بمزاحمة كبار القارة على
أغلى الكؤوس، ففي عام 2008 وبعد تخطيهم ليفربول بالذات، كان رفاق جون تيري على موعد
مع نهائي تاريخي لامسوا به حلمهم الأزلي لكنهم لم يبلغوه.

فقد واجهوا فريقاً إنكليزياً آخراً تمرّس في
البطولة هو مانشستر يونايتد، ومرة أخرى تقف ركلات الترجيح في وجه البلوز، لتمنح
لاعبي السير اليكس فرغسون الفرحة الجنونية في روسيا حيث جرت المباراة النهائية.
ففازوا بنتيجة (6-5) بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي (1-1).

لقاء
إشكالي

في الموسم التالي تأهل تشلسي إلى الدور نصف
النهائي، وبدا أن الفريق الأزرق يتجه نحو النهائي مرة جديدة، لكن في الجانب الآخر
كان ينتظره فريقاً يكتب مجده الكروي من جديد... إنه برشلونة الإسباني، إلا أن
البلوز انتزعوا من فريق المدرب جوسيب غوارديولا تعادلاً (0-0) بوزن الذهب من "كامب
نو"، أما في لندن فهناك ولدت فكرة الثأر التي تحدثت عنها وسائل الإعلام، حيث جرت
المباراة التي أثارت جدلاً لم ولن ينتهي، ليس بين جماهير الفريقين أنفسهم بل لدى كل
من تابع تلك المباراة المجنونة.

إشكاليات ذلك اللقاء الذي انتهى مع هدف قاتل
لأندرياس أنييستا تعادل به الفريقان (1-1) أهّل ميسي ورفاقه إلى النهائي، تُختصر
بحالتين واضحتين تغاضى بهما الحكم النرويجي توم هينينغ عن ركلتي جزاء على الفريق
الكتالوني (من وجهة نظر أغلب المتابعين)، إثر لمستي يد من قِبل المدافع جيرارد
بيكيه وأخرى من الكاميروني صامويل إيتو.




ومرة جديدة يخرج الفريق اللندني الذي كان يدربه
المخضرم الهولندي غوس هيدينك، بأيدٍ على الرُكب، هذه المرة الحظ وأشياء أخرى وقفت
سداً منيعاً أمام الحلم الأزرق.

ولم ينجح فريق العاصمة اللندنية بالوصول إلى الدور
نصف النهائي في الموسمين الماضيين، لكنه اليوم ومع الصدمة الإيجابية التي أحدثها
المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو الذي خلف المدرب البرتغالي آندريه فياش- بواش،
يبدو أن الفريق عاقد العزم على القتال لتحقيق حلم البطولة الأولى له في دوري
الأبطال.

ومما لا شك فيه أن كابوس نصف النهائي أمام الفريق
الكتالوني لم يغادر لاعبي فريق العاصمة الإنكليزية الذين ممن لا يزالوا يرتدون
فانيلة الفريق حتى الآن، وقد تجددت صور الخروج الحزين ذاك بمجرد معرفة أن منافسهم
عام 2012 هو برشلونة ذاته، لكن بالتأكيد لن يكون الثأر هو الدافع الوحيد أو الأكبر
للاعبي تشلسي في سعيهم الدؤوب لمعانقة الكأس ذي الأذنين الطويلتين.